تمهيد:
هذه السورة الكريمة تدور في مجملها على صلح الحديبية، وما رافق ذلك من أحداث قبل الصلح وبعده، وتقدم دروساً في الجهاد، وثمراته المرجوة من السعادة في الدنيا، والنعيم في الآخرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّا فَتَحْنَا}: الفتح: هو النصر
{لَكَ}: الخطاب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
{فَتْحًا مُبِينًا (1)}: مبيناً: واضحاً ظاهراً لا مجال لإنكاره، والمقصود هو "صلح الحديبية" عام ست هـ
{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ}: مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ: أي قبل تلقيك الرسالة الآلهية
{وَمَا تَأَخَّرَ}: أي بعد الرسالة
{وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ}: يتم فضله عليك بنشر الإسلام وفتح البلدان
{وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)}: أي يرشدك طريقاً من الدين لا إعوجاج فيه
{وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)}: عَزِيزًا: فيه عزة ومنعة
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيـمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}: السَّكِينَةَ: الثبات والطمأنينة
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4)}: جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ: من ملائكة وجن وإنس
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}: يُكَفِّرَ: يمحو
{وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)}: فَوْزًا عَظِيمًا: أي نجاة من كل غم، وظفراً بكل مطلوب
{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ}: ظَنَّ السَّوْءِ: ظن الأمر الفاسد المذموم
{عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}: دعاء عليهم بالهلاك والدمار
{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ}: لَعَنَهُمْ: طردهم من رحمته
{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)}: وَسَاءَتْ مَصِيرًا: وبئست جهنم نهاية سيئة لهؤلاء المشركين
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا}: أي أرسل الله محمداً شاهداً على أمته بتبليغ الرسالة
{وَمُبَشِّرًا}: مخبراً المؤمنين بما يسرهم من نعيم الآخرة
{وَنَذِيرًا (
}: محذراً ومخوفاً العصاة من عذاب الله
{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ}: تُعَزِّرُوهُ: تنصروا الله تعالى وذلك بنصرة دينه
{وَتُوَقِّرُوهُ}: تعظموه تعالى وتبجلوه
{وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (9)}: بُكْرَةً وَأَصِيلاً: صباحاً ومساءًا، والمراد كل الأوقات
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}: يُبَايِعُونَكَ: يعاهدونك
{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}: نصر الله وتأييده لهم أقوى من نصرتهم إياه
{فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}: فَمَنْ نَكَثَ: فمن نقض العهد بعد إبرامه
{وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)}: أي ومن وفى بعهده الذي عاهد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فسيجزيه الله على هذا الصنيع الأجر العظيم، وهو نعيم الجنة في الآخرة
.